Dostoevsky

١٠ فبراير ٢٠٢٣
مكتوب
Dostoevsky

فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي (بالروسية: Фёдор Миха́йлович Достое́вский)‏; (بالروسيةˈfʲɵdər mʲɪˈxajləvʲɪtɕ dəstɐˈjɛfskʲɪj)‏؛ (11 نوفمبر 1821 - 9 فبراير 1881) هو روائي وكاتب قصص قصيرة وصحفي وفيلسوف روسي. وهو واحدٌ من أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم. رواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر، وتتعامل مع مجموعة متنوعة من المواضيع الفلسفية والدينية.

بدأ دوستويفسكي بالكتابة في العشرينيّات من عُمره، وروايته الأولى المساكين نُشِرت عام 1846 بعمر الـ25. وأكثر أعماله شُهرة هي الإخوة كارامازوف، والجريمة والعقاب، والأبله، والشياطين. وأعمالُه الكامِلة تضم 11 رواية طويلة، و3 روايات قصيرة، و17 قصة قصيرة، وعدداً من الأعمال والمقالات الأخرى. العديدُ من النُقّاد اعتبروه أحد أعظم النفسانيين في الأدب العالمي حول العالم.[2] وهو أحد مؤسسي المذهب الوجودي حيث تُعتبر روايته القصيرة الإنسان الصرصار أولى الأعمال في هذا التيّار.

ولِد دوستويفسكي في موسكو عام 1821، وبدأ قراءته الأدبية في عُمرٍ مُبكّر من خلال قراءة القصص الخيالية والأساطير من كُتّاب روس وأجانب. توفّيت والدته عام 1837 عندما كان عُمره 15 سنة، وفي نفس الوقت ترك المدرسة والتَحق بمعهد الهندسة العسكرية. وبعد تَخرّجه عَمِل مُهندساً واستمتع بأسلوب حياةٍ باذِخ، وكان يُترجم كُتباً في ذلك الوقت أيضاً ليكون كدخلٍ إضافيّ له. في مُنتَصف الأربعينيات كَتب روايته الأولى المساكين التي أدخلته في الأوساط الأدبية في سانت بطرسبرغ حيث كان يعيش. وقد أُلقيَ القبض عليه عام 1849 لانتمائه لرابطة بيتراشيفسكي وهي مجموعةٌ أدبية سريّة تُناقِش الكتب الممنوعة التي تنتقد النظام الحاكِم في روسيا وحُكِم عليه بالإعدام، ولكن خُفف الحُكم في اللحظات الأخيرة من تنفيذه، فقضى 4 سنوات في الأعمال الشاقّة تلاها 6 سنوات من الخدمة العسكرية القسرية في المنفى.

في السنوات اللاحقة، عَمِل دوستويفسكي كصحفيّ، ونَشر وحرّر في العديد من المجلّات الأدبية، وعُرِفت تلك الأعمال بـ مذكرات كاتب وهي مجموعة مجمعة من مقالاته خلال أعوام 1873-1881. وقد واجه صعوبات مالية بعد أن سافر لبلدان أوروبا الغربية ولعب القِمار. ولبعض الوقت، اضطر فيودور للتسوّل من أجل المال، لكنه في نهاية المطاف أصبح واحداً من أعظم الكُتّاب الروس وأكثرهم تقديراً واحتراماً، وقد تُرجِمت كتبه لأكثر من 170 لغة. وقد تأثر بعدد كبير من الكُتّاب والفلاسفة في ذلك الوقت منهم: كيركغور، وبوشكين، وغوغول، وأوغسطينوس، وشكسبير، وديكنز، وبلزاك، وليرمنتوف، وهوغو، وآلان بو، وأفلاطون، وثيربانتس، وهيرزن، وكانت، وبلنسكي، وهيغل، وشيلر، وباكونين، وساند، وهوفمان، وميتسكيفيتش. وكانت كتاباته تُقرأ على نطاق واسع داخل وخارج موطنه روسيا، وأثّرت على العديد من الكُتّاب الروس وغير الروس منهم جان بول سارتر، وفريدريك نيتشه، وأنطون تشيخوف، وألكسندر سولجنيتسين.


المواضيع والأسلوب:

تتضمّن أعمال فيودور دوستويفسكي روايات، وروايات قصيرة، وقصص قصيرة، ومناشير، وإبيجراما، ولمريكة، وشعر. وقد كَتَب أكثر من 700 رسالة، ضاع العشرات منها.[134]

عبّر دوستويفسكي عن أفكاره الفلسفية والدينية والنفسية من خلال كتاباتِه، تحكي قصصه مواضيع عن الانتحار والفقر والخداع والأخلاق. مواضيعه النفسيّة حكى فيها عن الأحلام حيث ظهرت في قصّة الليالي البيضاء، وعلاقة الأب وابنه كما ظهر في المراهق.[135][136] وتظهر في كثير أعماله نواحي تكوين المجتمع الروسي الفوضوي في ذلك الوقت.[137] أعماله المبكرة تُظهِر المجتمع من خلال الطبعانية والواقعية الأدبية. وبسبب تأثّره الكبير بالكُتّاب الذين قرأ لهم، كان كثيراً ما يقتبس منهم وأسلوبه مشابه لهم لحدّ كبير، أدّى ذلك لاتهامه بالسرقة الأدبية في أعماله المُبكّرة، ولكن مع مرور الوقت أصبح لديه أسلوب خاصّ به.[138][139] الأعمال التي كتبها بعد إطلاق سراحه لوحِظَ أنها تتناول مواضيع دينية، وخاصة تلك المواضيع الخاصة بالأرثوذكسية الروسية. وعناصر من القصص القوطية، والرومانسية، والمواضيع الساخرة الهجائية يمكن ملاحظتها في بعض كتبه.[140][141][142]

دائماً ما توصَف أعمال دوستويفسكي بكونِها فلسفية، على الرغم من قول دوستويفيسكي بنفسه أنه ضعيف في الفلسفة.[143] كتب صديقه نيكولاي ستراخوف يصفه: «أحب فيودور تلك الأسئلة حول ماهيّة الأشياء وما وراء حدود المعرفة»[143] العديد من الأفكار الفلسفية المطروحة في مذكراته والإخوة كارامازوف، وقد وصفه المفكر جورج فلورفسكي بأنه «مشكلة فلسفية»، فمن غير المعروف ما إذا كان دوستويفسكي يؤمن بالأفكار التي طرحها أو لا.[144] وربما كان دوستويفسكي ما أورد هذه الأفكار إلا لانتقاده لها فقد كان عقله فنّاناً أكثر من كونه عقلاني ومنطقي. وقد ذُكِرت عدم عقلانيّته في كتاب الفيلسوف ويليام باريت رجل غير عقلاني: دراسة في الفلسفة الوجودية، وكتاب والتر كوفمان الوجودية من دوستويفسكي إلى سارتر.[144][145]

أحد أساليب فيودور الكتابية هي البولفونية، وهي تعني تعدد الرواة والأصوات في الرواية الواحدة، كُلّ منهم بوجهة نظرة الخاصة. البولفونية الأدبية مشابهة للبولفونية الموسيقية المصطلح الذي وضعه ميخائيل باختين على أساس تحليلاته لأعمال دوستويفسكي.[146] وقال اللغوي الروسي ميخائيل باختين أن استخدام دوستويفسكي لهذا الأسلوب يُعدّ تقدماً كبيراً في تطوير الرواية.


الشهرة:

تُرجِمت أعمال دوستويفسكي لأكثر من 170 لغة حول العالم بما فيها العربية.[170] ويُعتَبر الأديب السوري سامي الدروبي من أشهر وأوائل من ترجَم أعماله الكاملة إلى العربية في 18 مُجلّداً مع أكثر من 11 ألف صفحة.[171] ورغم أنّه ترجَم أعمال دوستويفسكي من اللغة الفرنسية، إلّا أنها نالت شُهرة واسعة واعتُبِرت أحد أفضل الترجمات، وقامت دار التقدم الروسية باعتماد ترجمة الدروبي في نُسخَتِهم المنشورة.[172][173] بدأ نشر أعمالِ دوستويفسكي المترجمة عام 1985، واستمرّ إعادة النشر حتّى اليوم، فمثلاً رواية الجريمة والعقاب أُعيدَ نشرها لأكثر من 6 مرّات بمختلف الأزمان.[174] الترجمة الفرنسية والألمانية والإيطالية عادة ما كانت تصدر بعد النسخة الأصلية بفترة وجيزة، بينما النُسخة الإنجليزية تأخّرت في الترجمة وكانت رديئة أيضاً.[175] أوّل ترجمةٍ إنجليزية لأعماله كانت من قِبَل ماري فون ثيلو في عام 1881، ولكن أول ترجمة عالية الجودة صدرت بين 1912 و 1920 من قبل كونستانس غارنيت.[176]

حوّلت أعمال دوستويفسكي لاحقاً لأفلامٍ ومسرحيّات في العديد من دول العالم. الأميرة فارفارا دميتريفنا أوبولنسكايا كانت أول من اقترح على دوستويفسكي ذلك، لم يرفض دوستويفسكي ولكنّه لم يرغب بهذا وقال مُعّلقاً: «كل فنّ يتوافق مع أفكارة معيّنة، بحيث لا يمكن التعبير عن الأفكار ذاتها بطرق مختلفة».[177] في النهاية حوّلت بعض أعماله لوسائط أخرى، ولعل أبرزها أوبرا المقامر تأليف سيرغي بروكوفييف، وأوبرا من منزل الأموات تأليف ليوش ياناتشيك، والفيلم الياباني الأبله من إخراج أكيرا كوروساوا.[178] كما صَدَر فيلمٌ مصري 1974 مُقتَبس من الإخوة كارامازوف بعنوان الأخوة الأعداء من إخراج حسام الدين مصطفى وبطولة يحيى شاهين ونور الشريف ومحيي إسماعيل وحسين فهمي.[179]

بعد الثورة الروسية عام 1917، مُنِعت بعض كتب دوستويفسكي وخضع أهم كتابان للرقابة: الشياطين، ومذكرات كاتب.[180][181] واعتبرت فلسفته في الشياطين، معاداة للرأسمالية ومعاداة للشيوعية والرجعية أيضاً.[182] ووفقاً للمؤرخ بوريس إليزاروف، ستالين قرأ الإخوة كارامازوف عدة مرات


الوفاة:

9 فبراير 1881 (59 سنة)


المصدر: ويكيبيديا


مؤلفات الأديب في متجر مكتوب