هناء محسن مصطفى خشيم
كاتبة سعودية
ولدت في المدينة المنورة، وفيها كانت نشأتها ودراستها، تزوجت وانتقلت إلى مدينة جدة ومنها إلى مدينة الرياض ولا تزال تقيم فيها حتى الآن، متزوجة ولها ثلاثة أبناء.
عُرفت عائلتها بالتجارة أباً عن جد، فوالدها رجل الأعمال الشيخ محسن مصطفى خشيم، وجدها الشيخ مصطفى محمد أمين خشيم، والمعروف في المدينة المنورة بحامل المسك لسمعته الطيبة وطيب أثره الذي تركه في نفس كل من عرفه وتعامل معه رحمه الله.
والدتها السيدة آمال الخياري متخصصة في اللغة العربية ولها عدة منشورات في أدب الطفل، وجدها لأمها العلامة الشيخ أحمد ياسين أحمد الخياري رحمه الله، شيخ القراء وأحد أدباء المدينة المنورة الأفذاذ ومن مؤرخيها المعروفين، وله العديد من المؤلفات الموجودة حالياً في دارة الملك عبد العزيز.
جد والدها لأمه هو الأديب والشاعر والمحامي الشيخ عبدالحق بن عبدالسلام النقشبندي رحمه الله، ومن أوائل من عملوا بمهنة المحاماة في المدينة المنورة.
حصلت هناء على الشهادة الجامعية بامتياز مع مرتبة الشرف في تخصص إدارة الأعمال، وتحمل شهادة الرخصة الدولية لقيادة الأعمال IBDL ، بالإضافة لعدة دورات في إدارة المشاريع وريادة الأعمال والمهارات القيادية من جامعة الملك سعود. تعمل حالياً في مجال الاستشارات الإدارية والتسويقية وإدارة المحتوى.
لها نشاطات عدة في المجال الخيري، فهي عضوة في لجنة العمل التطوعي بالإسكان التنموي ومقررة اللجنة الدائمة بوزارة الإسكان السعودية، وحاصلة على تكريم خاص من معالي وزير الإسكان والشؤون البلدية والقروية ماجد الحقيل، وهي عضوة دائمة في جمعية النهضة الخيرية، كما قدمت عام 2016 مقترحاً لتسديد الديون المتعثرة للمواطنين المتوقفة خدماتهم ابتداءً من السجناء منهم، وعملت على دراسة جدوى الفكرة بالتعاون مع جامعة الملك سعود، وكانت هذه الدراسة البذرة التي انبثقت منها منصة فُرجت المعروفة بتيسير فرص التبرع الخاصة بسجناء الحقوق المالية، للمساهمة في تعجيل عودتهم إلى أهاليهم.
كما شاركت بكتابة سيناريو برنامج وثائقي عن أول امرأة سعودية ناجحة في مختلف المجالات عُرض على شبكة جوي TV
بدأت هناء التأليف والكتابة منذ الصغر، ففي كل مرة كانت تقرأ قصة من قصص الأطفال، تضع لها نهاية مختلفة في مخيلتها وتجري تغييراً في الأحداث بما يتناسب ومخيلتها الخصبة، وفي بعض الأحيان كانت تكتب ما تمليه عليه مخيلتها في نهاية القصة بخط يدها، كما كانت تتقن الكتابة في حصص التعبير في المرحلة الدراسية ما جعلها في مقدمة زميلاتها في هذه المادة.
ولأنها كانت طفلة هادئة قليلة الكلام، اتخذت من الكتابة متنفسا لها وعن طريقها تخرج ما يعتريها من مشاعر وأفكار، حتى كبرت وتبلورت أفكارها وصقلت موهبتها وبدأت بتأليف قصصها الخاصة بما حباها الله من مخيلة خصبة، فتميزت في الخط الدرامي الاجتماعي والرومانسي، فكتبت الكثير من الروايات دون مشاركتها مع أحد، فقد كانت كما تقول تكتب لنفسها وتمارس شغفها بالتأليف وتكتفي بالسعادة التي تشعر بها حين تفعل ذلك، وكتبت عدة روايات متنوعة، بعد سنوات من الكتابة في الخفاء أقترح عليها أبنائها نشر ما تكتب ومشاركته القراء، وبعد تفكير مطول وافقت على اتخاذ الخطوة من باب التجربة، وشكل صدور أول رواية لها عام 2017 مفاجأة لعائلتها ومعارفها وكل من حولها.
فكانت أولى إصدارتها رواية البديلة 2017، تلتها رواية جنون في طوكيو 2018، ثم حكاية أسامي 2020، وأخرهم حتى اللحظة رواية على حافة كوب 2022.
ظهرت هناء في عدد من اللقاءات التلفزيونية والإذاعية والحوارات الصحفية تحدثت فيها عن تجربتها مع الكتابة والنشر.
الإصدارات:
رواية البديلة
سيدة سعودية تجد صعوبة في المضي قدماً بحياتها بعد وفاة والديها وكشف زوجها على حقيقته وحبه الكبير للمال حين يبدأ في معاملتها بطريقة فظة. وفي يوم من الأيام تذهب بعد شجار مع زوجها لزيارة قريبتها المريضة، وأثناء الزيارة وعندما كانت تقف في شرفة البيت تتذكر بغصة والديها المتوفيين، تشعر بحركة بين الأشجار، ثم تُطفئ الكهرباء ويعم الظلام فجأة، وقبل أن تستوعب ما يحدث من حولها تفقد وعيها وتسقط أرضاً. تستيقظ بعد أيام لتجد نفسها في مكان ما من الكرة الأرضية لا تعرفه، مختلف كلياً عن أرض الوطن، مع أناس يتحدثون لغة غربية لا تفهمهم، في قصر فاخر وغرفة أنيقة وخدم كُثر وتُعامل كأميرة، تحتار في حالها وتدخل في نوبات خوف وهلع وتحاول الفرار أكثر من مرة دون فائدة، وبين الخوف والتعجب والحيرة تبدأ البحث عن إجابة تساؤلاتها التي لا تجد من يجيبها عنها، أين هي؟ لماذا تم خطفها؟ من المسؤول؟ أين هو؟ حتى يظهر ذلك الشخص وتكون المفاجأة حين تعرف أنها مجرد بديلة عن أخرى!
وتتوالى الأحداث بشكل درامي، وتأخذ حياتها مجرى لا تريده ولم تكن تتوقعه تكتشف فيه حقيقة زوجها وأفراد عائلتها.
رواية درامية عاطفية تتطرق للصراع الأزلي بين العقل والقلب، وبين المبادئ القويمة والانحراف والمضي في طريق ملتوي، وتؤكد الأحداث على حقيقة أن البذرة الطيبة والمعدن الأصيل للأشخاص سيعيدهم للطريق الصحيح في النهاية.
رواية جنون في طوكيو
فتاة تتوفى والدتها فيتزوج والدها بأخرى وينجب منها ولدين، تسيطر زوجة والدها على والدها وعليها وتتحكم بكل تفاصيل حياتهما حتى تحيل حياة الفتاة إلى تعاسة، ويبقى الأب عاجزاً عن الدفاع عن ابنته بسبب ضعف قلبه وتعرضه المستمر لأزمات يدخل على إثرها المستشفى، لذا تتخذ الفتاة قرارها بالرضوخ لزوجة والدها وتجنب الاصطدام بها قدر الإمكان.
بعد سنوات تتزوج الفتاة من مهندس من عائلة معروفة وسيم وناجح يتمتع بسمعة طيبة ومؤهلات عالية، لكن تتلقى صدمتها الكبرى يوم الزفاف حين يخبرها عن سر كبير يخفيه عن الجميع، ويخيرها بين البقاء معه أو الانفصال، وفي كلتا الحالتين يطلب منها حفظ السر، فتنهار تحت تأثير الصدمة، لكنها تتخذ قرارها بالبقاء معه حتى لا تعود إلى زوجة والدها اللئيمة.
وتتوالى الأيام بمواقف وأحداث تؤثر في كليهما، حتى يتوفى والدها وتتكالب الظروف عليها ما يعرضها لضغط نفسي كبير يجعلها على النقيض تماماً، فتتبدل الفتاة الوديعة المسالمة لأخرى! وينكشف سر الشاب فتحصل على الطلاق وتترك كل شيء خلفها وتسافر إلى أبعد بلاد تستطيع الوصول إليها...اليابان، وهناك تبدأ برسم حياتها الجديدة كيفما تحب وتعيش حياتها بسعادة طالما انتظرتها، لكن سعادتها لم تدم طويلاً حين تجد نفسها من جديد في مواجهة كل ما ومن هربت منهم لتعود لنقطة البداية!
القصة درامية اجتماعية بها الكثير من المواقف والأحداث والتفاصيل التي تلقي الضوء على الأسرة السعودية وعلاقة أفرادها ببعضهم البعض، واختلاف الحياة بين السعودية واليابان، وفي النهاية تركز على فضيلة التسامح مع أخطاء الآخرين ومنح الفرص للبدء من جديد. النصف الأول من الرواية يدور في السعودية، بينما النصف الثاني في طوكيو.
رواية حكاية أسامي
تدور أحداث الحكاية حول توأمين هما على النقيض قلباً وقالباً. نشأتا في بيئة تضج بالكراهية للأنثى والعنف اللفظي والبدني، ويدل هذا على اختيار والدهما لاسميهما فلم يجهد عقله باختيار اسم محدد لهما حين أطلق عليهما (أسامي – أسماء)، فلم تحظ الفتاتان بالحب والقبول إلا من والدتهما كبيرة السن. تكتشف (أسامي) ذات يوم علاقة أختها بشاب تنوي الهرب معه، فتحاول جاهدة منعها من ارتكاب هذه الحماقة التي قد تودي بحياتها في مجتمع لا يرحم المرأة ولا يغفر لها أخطاؤها، تيأس من محاولاتها فتلجأ لحل أخير اعتقدت خطأً أنه التصرف السليم الذي سيمنع أختها من الهرب، ولم تدرك حينها أنها ستفتح باب جهنم عليها، حيث يأخذها القدر في رحلة هي أشبه برحلة صاروخية للجحيم، فمن حدث جلل لآخر دون هوادة حتى تجد نفسها في مدينة بيروت، حيث تُرغم على تقمص شخصية ثرية خليجية لتقتص لنفسها ممن تسبب بقلب حياتها من اللون الوردي إلى الأسود، وممن أخذ منها كل معاني الأسماء الجميلة لتقتصر على المعاني السيئة والقبيحة التي تشبه ما تعيشه من أحداث سوداوية بلا رحمة كضرب من الخيال، حتى تظن أنها داخل كابوس فظيع وتأمل مع كل حدث أن تستفيق منه بسرعة، لكنها تجد نفسها مع كل مرحلة من مراحل حكايتها تهوي أكثر نحو القاع حتى تنتهي حياتها بطريقة درامية مأساوية لا يتوقعها القارئ.
الحكاية عبارة عن مذكرات للجميلة أسامي كتبتها في آخر أيام حياتها القليلة، التي ومن خلال سردها تتطرق للتناقض العجيب بين الأشخاص والأسماء التي يحملونها، فتتجلى المفارقات مع الأسماء التي لا تتطابق معانيها مع شخصية من يحملونها، وفي الشخصيات المركبة المتناقضة. حيث اتخذت الكاتبة من رمزية الأسماء منطلقا لتؤكد بأن الأسماء التي يحملها أصحابها لا تعني بالضرورة أن لهم نصيباً منها، فكل الأسماء التي مرَّت بها أحداث الرواية لم تكن مطابقة مع حقيقة من يحملها.
رواية حماسية تشويقية مثيرة أحداثها متسارعة لا يمكن تخيلها، تلقى في نهايتها الضوء على حتمية تقبل قضاء الله وقدره حتى وإن كان عكس ما نشتهي، وعدم الانزلاق في هوة الانتقام وترك العقاب لرب العباد.
رواية على حافة كوب (ذكريات مسكوبة)
تدور القصة حول طبيب العيون الذي أعتاد تناول قهوة بطعم مميز في صغره حين كان يعيش في قرية صغيرة مع أسرته ووالده المتسلط، وهناك تشكلت أولى فصول قصة حب وليدة لم يُكتب لها الاستمرار حين انتقل مع عائلته للحياة في المدينة ودراسته في الخارج، وبعد عشرات السنين تهرب السعادة من حياته ويتعود على روتين حياتي ممل، وفي يوم من أيامه المتشابهة يعود إلى بيته ويطلب قهوته المسائية ليتفاجأ بتغير طعمها وكأنها تلك التي كان يشربها في القرية حين كان يافعاً سعيداً، فيعود الزمن به للوراء ليستعد تفاصيل أبت ذاكرته أن ينساها، ويمر شريط حياته أمام عينيه حتى يكتشف في النهاية سر طعم القهوة وكيف عادت من الماضي لتغزو حاضره بتلك القوة وتقلب كيانه.
رواية قصيرة تركز على تأمل سطوة الذكريات على صاحبها حين تأخذه بعيدًا عن واقعه، لعالم يختلط فيه الواقع بالحلم وينسج عالمًا خاصّا به لا يشاركه أحدا. فالذكريات تمر سريعة كومضٍ من نور، ثم تتباطأ وكأن الوقت توقف عندها، فثمة صفحات في كتاب حياتك لا يمكنك المرور عليها بسرعة، ولن تكون قادرًا على تجاهلها أو تذكرها على عجالة رغمًا عنك، فحين تسيطر الذاكرة على صاحبها لن تستحضر إلا تلك التي يحاول قهرًا نسيانها، فتنساب على القلب كما تنساب القهوة على حافة كوب.
حسابات التواصل الاجتماعي: